تعاليم الرسم

الجمعة، 26 يوليو 2013

معجزه بدولار واحد و أحد عشر سنتا

ساءت حالته و هي لا تزال صغيرة في السن
لم يكن بيديها شيئاً تقدمه من أجله
كانت تحبه حباً شديداً .. سمعتهم يتهامسون بما يحتاج إليه
إنه في أمس الحاجه إلى معجزه
و كانت وحدها تعرف ثمن هذه المعجزه

توجهت الطفلة / تس / ذات السادسة إلى غرفة نومها ،

و من مخبئها السري في خزانتها ، تناولت حصالة نقودها ،

ثم أفرغتها مما فيها فوق الأرض ،

و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة ،

ثم أعادت عدها ثانية فثالثة ،

ثم همست في سرها : " إنها بالتأكيد كافية ، و لا مجال لأي خطأ " ؛

و بكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم ألقت رداءها على كتفيها ،

و تسللت من الباب الخلفي ، متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها .

كان الصيدلي مشغولا للغاية ، فانتظرته صابرة ،

و لكنه استمر منشغلا عنها ، فحاولت لفت نظره دون جدوى ،

فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية بقيمة ربع دولار من الحصالة ،

فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛ عندئذ فقط انتبه إليها ،

فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه : - ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟

إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو ، و الذي لم اره منذ زمن طويل ..

فأجابته بحدة مظهرة بدورها إنزعاجها من سلوكه : = شقيقي الصغير ، مريض جدا و

بحاجة لدواء اسمه[ معجزة ]،

و أريد أن أشتري له هذا الدواء .

أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة : - المعذرة ، ماذا قلتِ ؟ "

فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية : = شقيقي الصغير و اسمه ( أندرو ) ،

يشكو من مشكلة في غاية السوء ، يقول والدي أن ثمت ورما في رأسه ،

لا تنقذه منه سوى معجزة ، هل فهمتني ؟

إذاً كم هو ثمن [معجزة] ؟

أرجوك أفدني حالا !

أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة : - أنا آسف ،

فأنا لا أبيع [معجزة] في صيدليتي !"

أجابته الطفلة ملحَّة: = إسمعني ِجيدا ، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء ،

فقط قل لي كم هو الثمن ! "

كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث ، فتقدم من الطفلة سائلا : - ما هو نوع[معجزة]

التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟ "

أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين: = لا أدري ، و لكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة

مريض جدا ، قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية ، و لكن أبي أجابها ، أنه لا يملك

نقودا تغطي هذه العملية ، لذا قررت أن أستخدم نقودي !.

سألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه : - كم لديك من النقود يا بنية ؟ "

فأجابته مزهوة : = دولار واحد و أحد عشرة سنتا ،

ثم استدركت : " و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !.." ؛

أجابها مبتسما : - يا لها من مصادفة ، دولار و أحد عشر سنتا ، هي بالضبط المبلغ

المطلوب ثمنا ل (معجزة ) من أجل شقيقك الصغير .

تناول منها المبلغ بيد و باليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة ،

طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها ،

ثم أضاف : - و أريد رؤية شقيقك أيضا .
=========

ذلك الرجل كان الدكتور كارلتُن أرمسترنغ ، جراح الأعصاب المعروف .

و قد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجانا ، و كانت عملية ناجحة تعافى

بعدها أندرو تماما . بعد بضعة أيام ، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ

التعرف على الدكتور كارلتون و حتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية ،

كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة ، و قالت الوالدة في سياق الحديث: " حقا إنها

معجزة ! "
ثم تساءلت : " ترى كم كلفت هذه العملية ؟. " رسمت [ تِس ] على شفتيها ابتسامة

عريضة ، فهي تعلم وحدها ، أن [معجزة] كلفت بالضبط دولار واحد و أحد عشر سنتا .
-------------
العبرة
------------------------------------------------------
عندما يكون حب الأخرين ..صادقا ..ونابعا من القلب..

عندها تكون المعجزة .. ولا تكلف الكثير  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط الصفحات الاخرى

موقع تسامح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *